بني ملال تعزّز إشعاعها العمراني باقتراح اللون الأبيض لواجهات البنايات: مسار تشاركي يستند إلى دستور 2011


 
في إطار تنزيل المبادئ الدستورية المقرّرة في دستور 2011، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بإرساء الحكامة الجيدة وتفعيل المقاربة التشاركية في تدبير الشأن العام، شهد مقر جماعة بني ملال صباح يومه الأربعاء 28 ماي 2025 اجتماعا هاما للجنة التعمير، خصص لدراسة مقترح توحيد لون واجهات البنايات داخل المجال الحضري للمدينة.
وقد جاء هذا الاجتماع تتويجا لمرحلة أولى من العمل التشاركي، تم خلالها فتح باب تلقي آراء واقتراحات المواطنين عبر المنصة الرسمية للجماعة وكذا من خلال مكتب الضبط. هذا التفاعل الواسع من طرف الساكنة شكل قاعدة مرجعية وواقعية للنقاش داخل اللجنة، وأسهم في توسيع دائرة المشاركة وتعزيز الانخراط المدني في صياغة القرار المحلي.
وعرف الاجتماع حضور نخبة من المهنيين والخبراء وممثلي النسيج الجمعوي، ضمت مهندسين معماريين وفنانين تشكيليين وأطباء ومختصين في التراث والتاريخ وصحفيين وفاعلين جمعويين، حيث تمت مناقشة الموضوع من زوايا متعددة: تاريخية وعمرانية وجمالية وبيئية وصحية، بهدف التوصل إلى خيار يعكس هوية المدينة ويستجيب لتطلعات ساكنتها.
وبعد نقاش مستفيض، تميز بعمق الطرح وتكامل الرؤى، خلص الاجتماع إلى اقتراح اللون الأبيض كلون موحد لواجهات البنايات، لما يحمله من دلالات رمزية وجمالية، ولما يوفره من انسجام بصري يحترم طابع المدينة وخصوصياتها المناخية والمعمارية. فاللون الأبيض لا يقتصر فقط على بعده الجمالي، بل يُسهم أيضا في الحد من امتصاص الحرارة، مما ينعكس إيجابا على استهلاك الطاقة داخل البنايات، فضلا عن ارتباطه برمزية النقاء والصفاء، التي تليق بمدينة بني ملال العريقة.
وقد تم الاتفاق على عرض هذا المقترح في إطار دورة استثنائية للمجلس الجماعي، من أجل مناقشته بشكل رسمي والمصادقة عليه ضمن مقرر جماعي يُلزم مختلف المتدخلين في المجال العمراني باحترام هذا التوجه الجمالي الجديد، الذي يُتوقع أن يُعيد تشكيل الصورة البصرية للمدينة، ويساهم في تعزيز جاذبيتها واستقطاب الاستثمارات والسياح.
هذا الورش الذي فتحته جماعة بني ملال من خلال جميع مكوناتها السياسية يعكس إرادة حقيقية في إرساء تخطيط عمراني مندمج يُجسّد روح الديمقراطية التشاركية المنصوص عليها في الدستور، في أفق جعل المدينة أكثر انسجاما، وتناغما، واستدامة.

30/05/2025